قوله تعالى: {قالوا ياهود ما جئتنا ببينة وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك وما نحن لك بمؤمنين 53 إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء قال إني أشهد الله واشهدوا أني بريء مما تشركون 54 من دونه فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون 55 إني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم 56 فإن تولوا فقد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم ويستخلف ربي قوما غيركم ولا تضرونه شيئا إن ربي على كل شيء حفيظ 57}
  · الأحكام: تدل الآية على أن في الطمع ما يؤثر في القبول، وفي الطمع ما ينفر عن القبول.
  وتدل على أن الاستغفار والتوبة قد يكون كالسبب في نعم الدنيا، بأن يعلم كونها لطفًا؛ ولذلك قال تعالى: «يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيكُمْ مِدْرَارًا»؛ لأن ما ذكره تعالى تضمن سائر نعم الدنيا؛ لأن بالمطر إصلاح الحرث والزرع والضرع، وبالقوة صحة الأبدان وكثرة الأولاد، والعز والمنعة.
  وتدل على أن الافتراء، ثم الاستغفار والتوبة عنها فِعْلُهُم.
قوله تعالى: {قَالُوا يَاهُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ ٥٣ إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ ٥٤ مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ ٥٥ إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ٥٦ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّونَهُ شَيْئًا إِنَّ رَبِّي عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ ٥٧}
  · اللغة: اعتراه الشيء: أصابه، يقال عراه الشيء يعروه أصابه، قال الشاعر:
  وَإِنِّي لَتَعْرُونِي لِذِكْرَاكِ نِفْضَةٌ ... كَمَا انتَفَض العُصْفُورُ بَلَّلَهُ القَطْرُ
  والكيد والمكيدة: الاحتيال في الشر، كاده يكيده كيدًا، وأصله: المعالجة، وكل شيء عالجته فأنت تكيده، وهو يكيد بنفسه، أي: يجود.