قوله تعالى: {وإنه لتنزيل رب العالمين 192 نزل به الروح الأمين 193 على قلبك لتكون من المنذرين 194 بلسان عربي مبين 195 وإنه لفي زبر الأولين 196 أولم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل 197 ولو نزلناه على بعض الأعجمين 198 فقرأه عليهم ما كانوا به مؤمنين 199 كذلك سلكناه في قلوب المجرمين 200 لا يؤمنون به حتى يروا العذاب الأليم 201 فيأتيهم بغتة وهم لا يشعرون 202 فيقولوا هل نحن منظرون 203}
  تائب [منكم] لم يقنط منكم، وإن كان في معلومه أنه لا يصلح أحد منكم يعذبكم بعذاب الاستئصال «فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ» قال: أصابهم حر سبعة أيام، وحبس عنهم الريح، ثم غشيتهم سحابة، فلما خرجوا إليها طلباً للبرد من شدة الحر مطرت عليهم نارًا فأحرقتهم، وقيل: بعث شعيب إلى أمتين: إلى أهل مدين، وأصحاب الأيكة، فأما أصحاب الأيكة فَأُهْلِكُوا بالظلة، وأما أصحاب مدين أخذتهم الصيحة، صاح بهم جبريل صيحة هلكوا، وقيل: الظلة جبل اجتمعوا تحته فوقع عليهم وهلكوا «إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ١٨٩ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ ١٩٠» وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ [الرَّحِيمُ]»، وقيل: الظلة سحابة أمطرت عليهم نارًا.
  · الأحكام: تدل الآيات على أن الأهم الذي يُبْدَأُ به الدعاء إلى التوحيد والعدل.
  وتدل على وجوب إيفاء الكيل والوزن، وأن البخس فيهما من الكبائر، وإنما صار كبيرًا لعلمه بتحريمه وإقدامه عليه، ويجوز أن يكونوا اعتادوا ذلك وكبرت وعظمت.
  وتدل على وجوب التحرز من الغصوب وأخذ أموال الناس.
  وتدل على أن السعي في الأرض بالفساد من الكبائر.
  وتدل على أن التطفيف والسعي بالفساد فعلُهم؛ لذلك عاقبهم عليها، فيبطل قول الْمُجْبِرَة في المخلوق.
قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ ١٩٢ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ ١٩٣ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ ١٩٤ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ١٩٥ وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ ١٩٦ أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ ١٩٧ وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ ١٩٨ فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ مَا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ ١٩٩ كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ ٢٠٠ لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ٢٠١ فَيَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ٢٠٢ فَيَقُولُوا هَلْ نَحْنُ مُنْظَرُونَ ٢٠٣}