التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قالوا تالله لقد آثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين 91 قال لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين 92 اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيرا وأتوني بأهلكم أجمعين 93}

صفحة 3709 - الجزء 5

  ويصبر على الأذى، عن ابن عباس، ومقاتل، وقيل: يتقِ معاصِيَ اللَّه ويصبر على السجن، عن مجاهد «فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ» أي: ثواب المطيعين يوفر عليهم.

  · الأحكام: تدل الآيات على أنه علم حياة يوسف؛ لذلك أمرهم بطلبه.

  وتدل على أن اليأس من رحمة اللَّه وقطع الرجاء كفر.

  وتدل على أن الكفر كان معلومًا في شريعته، وكان تتعلق به الأحكام، كما هو في شريعتنا، لولا ذلك لم يكن في تمييزه من غيره معنى.

  ويدل قوله: «وتصدق علينا» أن الصدقة قد تصح شرعًا على الأغنياء.

  وتدل على أن المحاباة في البيع كالصدقة على ما تأوله بعض المفسرين.

  ويدل قوله: «إذ أنتم» أن ذلك فعلوه في حال الصبا، عن أبي علي.

  ويدل آخر الآية أن الجزاء على الأعمال وفعل العباد، فيبطل قول الْمُجْبِرَةِ في المخلوق، وجزاء الأعمال.

قوله تعالى: {قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ ٩١ قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ٩٢ اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ ٩٣}

  · اللغة: الإيثار: تفضيل أحد الشيئين على الآخر، ونظيره: الاختيار، والاجتباء نقيضه: الإيثار عليه، ويُقال: آثرته، وأصله: الأثر الجميل، وإنما يؤثر من له أثر جميل، والآثار الأخبار؛ لأنها خبر عن آثار قوم تقدموا، والأثر: ما بقي من رسم الخلق، وستثير التبر إثارة، والمأثرة بضم الثاء وفتحها: المكرمة؛ لأنها توثر، أي: تذكر.