التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين 98}

صفحة 3429 - الجزء 5

  · الأحكام: تدل الآية على النهي عن الشك، وأن الشاك ينبغي أن يسأل من يثق به ليدله على الأدلة، ووجوه الدلالة، والأولى أنه خطاب لغيره؛ لأن الشك في النبوة والقرآن كفر، ولأنه كان على يقين من أمره، والأقرب أنه خطاب لغيره وإن جاز الآخر على ما بينا.

  وتدل على صحة الحجاج في الدين.

  وتدل على أن ذكره وصفته في التوراة، ومن يرجع إليها يعلم صدقه، ويجد صفته، ولا تعلق للمجبرة بقوله: «[لا يؤمنون]»؛ لأنه نفى الإيمان لا قدرة الإيمان، فإذا المراد أنهم لا يختارون الإيمان، بل تدل الآية على بطلان قولهم في المخلوق، حيث أضاف الإيمان إليهم، وذمهم على تركه، ولأنه لو كان خلقًا له لم يكن لذكر الآيات معنى؛ لأنه لو جاءت جميع الآيات، ولم يخلق الإيمان لا يؤمن، ولو خَلَقَ بغير آية كان مؤمنًا، فما معنى ذكر الآيات؟.

قوله تعالى: {فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ ٩٨}

  · القراءة: قراءة العامة: «يُونُسَ» بضم النون، وعن بعضهم بفتح النون، وعن الأعمش والجحدري بسكونها.

  والقراءة: «فلولا»، وفي حرف ابن مسعود: أي هلَّا، ويحمل على أنهما فسرا به، لا أنه قراءة.