التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {كذبت قبلهم قوم نوح وأصحاب الرس وثمود 12 وعاد وفرعون وإخوان لوط 13 وأصحاب الأيكة وقوم تبع كل كذب الرسل فحق وعيد 14 أفعيينا بالخلق الأول بل هم في لبس من خلق جديد 15 ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد 16 إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد 17 ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد 18 وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد 19}

صفحة 6554 - الجزء 9

  وذكر شيخنا أبو حامد أن قوله: {وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ} يدل على أن السماء محيطة بالأرض كالكرة؛ إذ لو كانت بسيطة على الأرض لكان لها فروج في نواحيها، وهذا لا يصح؛ لأنها إذا كانت بسيطة لا خلل فيها فبأي دليل أنها كالكرة.

قوله تعالى: {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ ١٢ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ ١٣ وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ ١٤ أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ ١٥ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ١٦ إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ ١٧ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ١٨ وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ ١٩}

  · القراءة: قراءة العامة: {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ}، وعن أبي بكر وابن مسعود: «وجاءت سكرة الحق بالموت» يعني شدة الحق بالموت، والشدة هو الحق، وأضيف إلى نفسه لاختلاف اللفظين، وقيل: الحق هو الله أي: جاءت سكرة الله بالموت.

  · اللغة: الرس: البئر لم تطو بحجر ولا غيره؛ لأنه ترك على ما ابتدئ، وأصله من الرس الذي هو ابتداء الشيء، ومنه: رَسُّ الحُمَّى ورَسِيسُها، ومنه حديث سلمة بن الأكوع: إن المشركين راسُّونا الصلح، أي: ابتدأونا في ذلك، ومنه قول الحجاج