قوله تعالى: {وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرءوف رحيم 143}
  ويدل قوله: «وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ» على أن بعض الجهات ليس بأن تُتَّخَذَ قبلة أولى من بعضها إلا من حيث المصلحة، وإذا كانت المصالح تختلف بالأوقات فلا مَغْمَزَ فيه لعائب، وتدل على أن اسم السفه، وإن كان في أصل اللغة الخفة، فقد صار في الشرع اسم ذمٍّ يجري على الكفار؛ لأنه تعالى وصفهم بذلك ذمًّا لهم.
قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ١٤٣}
  · القراءة: قرأ أبو عمرو ويعقوب وحمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم «رَؤُف» مهموز غير مشبع، على وزن رَعُف، وقرأ أبو جعفر وحده «رَوُوف» مثقل غير مهموز كل القرآن.
  وقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر وحفص عن عاصم «رَؤُوفٌ» مثقل مهموز مشبع على وزن رَعُوف، وفيه أربع لغات: رَؤُف كفَعُل، ورؤوف كفعول، ورَئِف كحَذِر، ورَأف: فَعْل، قال الشاعر:
  نُطيعُ نَبِيَّنَا ونُطِيعُ رَبًّا ... هُوَ الرَّحْمَنُ كَان بِنَا رَؤُوفَا
  وقال جرير: