التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {سبح لله ما في السماوات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم 1 ياأيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون 2 كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون 3 إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص 4 وإذ قال موسى لقومه ياقوم لم تؤذونني وقد تعلمون أني رسول الله إليكم فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الفاسقين 5}

صفحة 6893 - الجزء 9

سورة الصف

  وتسمى سورة (الحواريين)، وهي مدنية فيما نقل، وذكر بعضهم أنها مكية، وهي أربع عشرة آية.

  وعن زِرِّ بن حُبَيْشٍ، عن أُبَيٍّ بن كعب، أن النبي ÷ قال: «من قرأ سورة (الصف) استغفر له عيسى في الدنيا ويوم القيامة، وهو يكون رفيقه».

  ولما ختم السورة بقطع الموالاة، افتتح هذه السورة بأن ذلك يجب أن يكون ظاهرًا وباطنًا، ثم أمر بالجهاد.

قوله تعالى: {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ١ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ ٢ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ٣ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ ٤ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَاقَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ٥}

  · اللغة: المَقْتُ: البغض، وهو ضد الحُبِّ، والمَقْتُ والمَقَاتَةُ مصدران، ورجل ممقوت ومَقِيتٌ: إذا لم يحبه الناس.