قوله تعالى: {ولقد كذب أصحاب الحجر المرسلين 80 وآتيناهم آياتنا فكانوا عنها معرضين 81 وكانوا ينحتون من الجبال بيوتا آمنين 82 فأخذتهم الصيحة مصبحين 83 فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون 84}
  مِنْهُمْ» أي: عذبناهم بما نقمناه منهم، والانتقام هو المجازاة على جناية سابقة، وأضاف الانتقام إلى نفسه لأنه إما أن وقع بفعله أو بأمره «وَإنَّهُمَا» يعني أصحاب الأيكة وقوم لوط «لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ» قيل: الخبر عنهما مثبت في أم الكتاب فوقع بهما ما كان مكتوباً، عن أبي علي. وقيل: في كتاب بلغة حمير، عن المؤرج. وقيل: النبأ عنهما بالقرآن المبين، بين أن هذا المجمل هاهنا مفسر في مواضع من القرآن، وقيل: أراد بطريق واضح بيّن يؤم الناس، أي: آثارهم باقية بطريق مسلوك واضح ليعتبروا، عن ابن عباس، والحسن، ومجاهد، وقتادة، والضحاك، وأبي مسلم.
  · الأحكام: تدل الآية على أن العذاب لا يكون إلا مستحقًّا لذلك قال: «فانتقمنا» بعد قوله: «لظالمين».
  وتدل على أن الظلم فعلهم لذلك استحقوا العذاب.
  وتدل على وجوب النظر والاعتبار، لذلك قال: {لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ}.
  وتدل على أن من فعل الظلم يسمى ظالماً، ولو كان تعالى هو الخالق والموجد لكل ظلم لكان يسمى ظالماً بذلك تعالى اللَّه عن ذلك.
قوله تعالى: {وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ ٨٠ وَآتَيْنَاهُمْ آيَاتِنَا فَكَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ ٨١ وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آمِنِينَ ٨٢ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ ٨٣ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ٨٤}
  · اللغة: أصل الحِجْر: المنع، ومنه سمي العقل حِجْرًا، لأنه يمنع من القبائح، والحِجْز