قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين 208}
  وإنما أطلق عليه الاسم؛ لأنه فعل ما فعل لطلب مرضاته كالبائع يطلب الثمن بالمبيع «وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ» رحيم بهم محسن إليهم بضروب النعم.
  · الأحكام: الآية تدل على تفخيم أمر الجهاد، ومدح من يبيع نفسه في الجهاد والأمر بالمعروف.
  وتدل على عظيم الأمر بالمعروف، وقد قال النبي: «أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر».
  وتدل على أنه كاف للعباد رأفة ورحمة.
  وتدل على بطلان مذهب الجبر؛ لأنه وصف نفسه بالرأفة والرحمة، ومن خلق عباده للنار وعذبهم من غير فعل يحدث من جهتهم، بل خلق فيهم الكفر، وكلف ما لا يطاق، ثم يعذب عليها، فهذا بعيد من الرأفة؟ نعوذ بِاللَّهِ من قول يؤدي إلى سوء الثناء على رب العالمين.
قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ٢٠٨}
  · القراءة: قرأ أبو جعفر ونافع وابن كثير والكسائي «السَّلم» بفتح السين ههنا وفي الأنفال