التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وقالوا ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار 62 أتخذناهم سخريا أم زاغت عنهم الأبصار 63 إن ذلك لحق تخاصم أهل النار 64 قل إنما أنا منذر وما من إله إلا الله الواحد القهار 65 رب السماوات والأرض وما بينهما العزيز الغفار 66}

صفحة 6018 - الجزء 8

  ابن عباس. يعني: ادخلوها كما دخلتم، وقيل: يعني بالأول: إبليس، والآخر: بني آدم، عن الحسن. «لاَ مَرْحَبًا بِهِمْ» أي: لا سعة لهم، ولا اتسعت أماكنهم، يقول القادة للأتباع: «إِنَّهُمْ صَالُو النَّارِ»، «قَالُوا» يعني: الأتباع «بَلْ أَنْتُمْ» أيها القادة «لاَ مَرْحَبًا بِكُمْ» لا سعة فأنتم أولى بالضيق منا؛ لأنا اتبعناكم وأنتم دعوتمونا حتى أصابنا هذا البلاء، وقيل: هذا قالوه على سبيل الدعاء «أَنْتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا»، و «قَالُوا» يعني: الأتباع «رَبَّنَا مَن قَدَّمَ لَنَا هَذَا» من شرع لنا هذا من القادة والرؤساء «فَزِدْهُ عَذَابًا ضِعْفًا فِي النَّارِ» أي: مضاعفًا على عذابنا، فيكون أحد الضعفين لكفرهم، والآخر لدعائهم إلى الكفر وإضلالهم الناس، قال ابن مسعود: يعني حَيَّات وأفاعيَ، ولا يجوز أن يدعى بتضعيف العذاب من غير سبب؛ لأنه ظلم.

  · الأحكام: تدل الآية على أن الطاغي من أهل النار، وذلك يتناول الكفار والفساق.

  وتدل على أنه يجتمع على أهل النار أنواع العذاب.

  وتدل على أن أهل النار يلعن بعضهم بعضا، ويتبرأ القادة من الأتباع، والأتباع من القادة، تحذيرًا من التقليد، وحثًّا على اتباع الأدلة، وأن كل صداقة في غير الدين تعقب العداوة.

قوله تعالى: {وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَى رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرَارِ ٦٢ أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ ٦٣ إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ ٦٤ قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنْذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ٦٥ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ ٦٦}