التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين 7 فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين 8 وقالت امرأت فرعون قرت عين لي ولك لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا وهم لا يشعرون 9 وأصبح فؤاد أم موسى فارغا إن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين 10}

صفحة 5470 - الجزء 8

  الأَرْضِ» أي: نوطن لهم أرض مصر والشام، وننزلهم إياها بعد هلاك قوم فرعون، ونجعلهم مقتدرين عليها حتى يتصرفوا بحيث لا يولى عليهم «وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ» يخافون من زوال ملكهم وهلاكهم، قيل: هو ابتداء عِدَةٍ؛ وقيل: تقديره: مكنا بني إسرائيل لنري فرعون، قيل: أخبر بأن زوال ملكه على يد واحد يولد فيهم، فكان يقتل أبناءهم حذرًا من خروجه، فلم ينفعه الحذر. وقيل: ما كان موسى وهارون وقومهما يحذرون من فرعون وقومه، فأنزل الله ذلك بهم، كأنه قيل: نزل بفرعون ما كان يحذر موسى منه.

  · الأحكام: تدل الآيات على كون الكتاب حجة مستقلة في الدلالة مُحْدَثًا.

  وتدل على أنه تعالى وعد أهل الحق بالانتقام لهم من الظلمة.

  وتدل على أنه وعد موسى النصرة وأنجز وعده.

  وتدل على وجوب الصبر على بقاء الظلمة حتى تلحقه النصرة.

  وتدل على أن العلو فِعْلُ العبد، ليس بخلق الله تعالى.

قوله تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ٧ فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ ٨ وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ٩ وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ١٠}