قوله تعالى: {خذوه فغلوه 30 ثم الجحيم صلوه 31 ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه 32 إنه كان لا يؤمن بالله العظيم 33 ولا يحض على طعام المسكين 34 فليس له اليوم هاهنا حميم 35 ولا طعام إلا من غسلين 36 لا يأكله إلا الخاطئون 37}
  قصرت همتي على تحصيل المال؛ ليكون نصرة لكشف الكرب فما نفعني اليوم، وقيل: استوجب النار بسبب ماله، وهلك ماله وحشر فردًا «هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ» قيل: حجتي، عن ابن عباس، ومجاهد، والضحاك، أي: ضل عني ما كنت أعتقده حجة في الباطل، وقيل: المُلْك الذي كان لي في الدنيا، عن ابن زيد، قال الحسن: لكل إنسان سلطان على نفسه ودينه وعيشه، ويزول ذلك في الآخرة، ولا ينفعه تبار مال الدنيا ولا ملكه، ولا الأتباع، وقيل: إنما ينوح بهذه النياحات إذا تيقن الأبد، واستحقاق العذاب بسبب ما جمع من المال الحرام، وما استعمله في معصية الله، فيبطل عنه جميع ذلك، ويبقى متندمًا متحيرًا.
  · الأحكام: تدل الآيات على اختلاف أحوال الناس في إعطاء الكتب: ما يفعله المؤمنون من علامات المسرة، ويفعله العصاة من علامات الحسرة، وذلك لطف في الطاعة، وزجر عن المعصية.
  ويدل قوله: «كلوا» أنه يريد الأكل منهم؛ لأن صيغته الأمر، ولأنه يزيد ذلك في سرورهم، وهذا على قول أبي هاشم والقاضي، وعند أبي علي: هو إباحة، ولا يريده.
  ويدل قوله: {بِمَا أَسْلَفْتُمْ} أن الثواب جزاء الأعمال، وكذلك العقاب.
  وتدل على أن ذلك فعلُهم.
  وتدل على تزهيد في جمع المال والملك، وترغيب في الجنة.
قوله تعالى: {خُذُوهُ فَغُلُّوهُ ٣٠ ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ ٣١ ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ ٣٢ إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ ٣٣ وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ ٣٤ فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ ٣٥ وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ ٣٦ لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ ٣٧}