التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ويسألونك عن ذي القرنين قل سأتلو عليكم منه ذكرا 83 إنا مكنا له في الأرض وآتيناه من كل شيء سببا 84 فأتبع سببا 85 حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة ووجد عندها قوما قلنا ياذا القرنين إما أن تعذب وإما أن تتخذ فيهم حسنا 86 قال أما من ظلم فسوف نعذبه ثم يرد إلى ربه فيعذبه عذابا نكرا 87}

صفحة 4477 - الجزء 6

  وتدل قصة الكنز على الترغيب في الصلاح لما أثر في حال الأعقاب أيضاً.

  وتدل على جواز جمع المال وتخليفه للورثة كما فعله ذلك الصالح، ومن الناس من يقول إن الخضر حي، وهذا فاسد لأنه نبي ولا نبي بعد نبينا محمد ÷، لأنه لو كان حياً لعلم مكانه، وكان يعرف حتى يعظم ولأنه لو كان حياً باقياً لكان يبقى لفائدة.

  وروي أنه لما فارقه موسى قاله له: (كن نفاعاً ولا تكن ضرارًا، وكن هشاشاً ولا تكن غضباناً، وانزع عن اللجاجة ولا تمش في غير حاجة، ولا تضحك من غير عجب، ولا تُعيِّر أمرًا بخطيئته، وابكِ على خطيئتك ياابن عمران، يا موسى، تعلم ما تعلّمت لتعمل به لا لتحدث به فيكون عليك وباله ولغيرك نوره، واجعل التقوى لباسك، والذكر والعلم كلامك ..) في كلام كثير.

قوله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا ٨٣ إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا ٨٤ فَأَتْبَعَ سَبَبًا ٨٥ حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَاذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا ٨٦ قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا ٨٧}

  · القراءة: قرأ أبو جعفر ونافع وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب: «فَاتَّبَعَ سَبَبًا» «ثُمَّ اتَّبَعَ