التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر قال ومن كفر فأمتعه قليلا ثم أضطره إلى عذاب النار وبئس المصير 126}

صفحة 585 - الجزء 1

قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ١٢٦}

  · القراءة: قرأ ابن عامر: «فَأُمْتعُهُ» بسكون الميم خفيفة من أمتعت، والباقون بفتح الميم مشددة من مَتَّعْتُ، كقوله: {فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ} والفرق بينهما أن متَّعت بالتشديد، يدل على التكثير خلاف التخفيف، وعن أُبَيٍّ بن كعب، «فنمتعه» و «نضطره.» بالنون، وعن ابن عباس «فَأُمْتِعُهُ» بتخفيف الألف، وكسر التاء خفيفة، «ثُمَّ اضْطَرَّهُ» موصولة الألف مفتوحة الراء على جهة الدعاء من إبراهيم، والدعاء صيغته صيغة الأمر، وإنما يختلف بالرتبة.

  · اللغة: البلد والمصر والمدينة نظائر، وأصله من قولهم بلد للأثر في الجلد، وجمعه أبلاد، ومن ذلك سميت البلاد؛ لأنها مواضع مواطن الناس وتأثيرهم، والبلدان الجمع.

  والثمرة جمعها ثمرات وثمار.

  وَنُمْتِعُهُ بالتخفيف من أُمْتَعْتُ، وأُمَتِّعُهُ بالتشديد من مَتَّعْت، وفعلت وأفعلت يجيء على خمسة أوجه: التكثير والتقليل، كمتعت وأمتعت وعلى النقيض، كفرطت قصرت، وأفرطت تجاوزت، ويجمعها مجاوزة حد الاستقامة والاعتدال إما إلى التقليل أو التكثير، والثالث: وَلِيتُ الفعل وتركته حتى يقع، كخَرَّبت البيت هدمته،