قوله تعالى: {ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين 2}
  فهو الرحمن، عن سعيد بن جبير، وهذا إنما يتأتى في بعض الحروف دون جميعها. وقيل: هو شيء يسرّ لا يعلم المراد به، وهذا لا يصح؛ لأن الغرض من الخطاب الإفهام، ولأن الصحابة والتابعين والعلماء بعدهم تكلموا في معنى هذه الحروف، فقوله يخالف إجماعهم.
قوله تعالى: {ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ٢}
  · القراءة: قرأ ابن كثير «فِيهِ» بياء، وكذلك لديه وعليه، ونحوهما مما فيه هاء الكناية، ووافقه حفص في قوله: {فِيهِ مُهَانًا}، والباقون لا يُشْبِعُون، وبغير ياء، فإذا تحرك ما قبل الهاء فأجمعوا على إشباعه، وتُجوّز العربية فيه أربعة أوجه، فِيهُو، وفيهي، وفيهُ، وفيهِ، والأصل فيهو، هذا كقولهم: له مال، وفيهي فلان، الهاء لم يعتد بها لخفائها، فصارت بمنزلة ياء معه واو، فلا بد أن ينقلب الواو ياء قياسا مطردا، كقوله: سيد وميت. و (فِيهُ) بالحذف، ودلالة الضم على الأصل، و (فِيهِ) بالكسر وحذف الياء، والاختيار قراءة العامة؛ لأنه أخف من غير إخلاء.
  فأما «هُدًى لِلْمُتَّقِينَ» بإدغام الغنة في اللام، فأبو جعفر وابن كثير يدغمانهما باللام والراء منْ غير إظهار الغنة، وحمزة والكسائي عند اللام والراء والياء، والباقون يدغمون ويظهرون الغنة.