التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود 27 ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه كذلك إنما يخشى الله من عباده العلماء إن الله عزيز غفور 28 إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور 29 ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور 30}

صفحة 5843 - الجزء 8

  وتدل على أن أحدًا لا يُخَفِّفُ عن أحد وإن كان قريبًا منه، تفخيمًا لشأن ذلك اليوم.

  وتدل أنه لا ينفع الإيمان من غير أداء الصلاة، فيبطل قول المرجئة.

  ويدل قوله: {وَمَنْ تَزَكَّى} أن الثواب والعقاب جزاء الأعمال، فيبطل قول الْمُجْبِرَة.

  وتدل على أن ذلك فعلُهم، فيبطل قولهم في المخلوق.

  ويدل قوله: {وَمَا يَسْتَوِي} الآية، على مَثَلٍ وتهديد، فشبه الكافر وحاله بحال الأعمى الذي لا يهتدي في الظلمة ومن في الحرور [لاضطراب] حاله، والميت الذي لا ينتفع به، وشبه المؤمن بالبصير الذي يهتدي، والنور، والظل الذي يسكن فيه، والحي الذي ينتفع بكل شيء.

  ويدل آخر الآيات أن كل أمة جاءهم نذير، ونحن نُجوِّزُ ذلك سمعًا فلا حجة للإمامية فيه.

قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ ٢٧ وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ ٢٨ إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ ٢٩ لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ ٣٠}

  · القراءة: قراءة العامة: {الْعُلَمَاءُ} بالرفع، يعني: أنهم يخافون عقاب الله فيطيعونه. وعن