التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {أولا يعلمون أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون 77}

صفحة 448 - الجزء 1

  إظهار الحق، وفيه تحذير من مثل حالهم، وتدل على أن القوم كانوا مكابرين معاندين، علموا الحق وتركوه، وتدل على معجزة لنبينا ÷ حيث أخبرهم عن سرائر أخبارهم.

قوله تعالى: {أَوَلَا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ ٧٧}

  · القراءة: قراءة العامة «يسرون» و «يعلنون» بالياء، وعن بعضهم بالتاء على المخاطبة.

  · اللغة: الإعلان: الإظهار، وهو إخراج الشيء إلى ما يقع عليه الإدراك.

  والإسرار: الإخفاء.

  والإعلان: نقيض الإسرار.

  · الإعراب: الألف في قوله: «أَوَلاَ يَعْلَمُونَ» ألف استفهام صارت بمعنى التوبيخ، ونظيره قوله تعالى: {كَيفَ تَكفُرُونَ بِاللَّهِ}.

  · المعنى: «أَوَلاَ يَعْلَمُونَ» يعني اليهود عن أكثر المفسرين، وقيل: يعني المنافقين، عن أبي علي «أَنَّ اللَّه يَعْلُ مَا يُسِرُّونَ» من كفرهم بمحمد «وَمَا يعلنُونَ» يظهرون للمؤمنين من قولهم: إنا آمنا، عن الحسن وقتادة وجماعة، وقيل: هو عام، يعني: يعلم جميع ما يسرون وما يعلنون، عن أبي علي وأبي مسلم، وقيل: أولا يعلمون أن مثل هذه المخاريق لا تروج على من يعلم السر والعلانية، وقيل: معناه أولم يعلموا بالآيات والدلالة التي أقامها اللَّه تعالى، أن اللَّه يعلم سرهم وعلانيتهم، عن أبي مسلم، وقيل: أولم يعلموا أن اللَّه الذي أقروا به يعلم سرهم وجهرهم، عن أبي علي، وهذا يدل على أنهم كانوا عالمين مقرين بِاللَّهِ.