قوله تعالى: {وإن تعجب فعجب قولهم أإذا كنا ترابا أإنا لفي خلق جديد أولئك الذين كفروا بربهم وأولئك الأغلال في أعناقهم وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون 5}
  وتدل على أنه أرسى الجبال لتسكن الأرض، وهو تعالى يقدر على تسكينها من غير الجبال إلا أنه تعالى اختار ذلك لما فيه من المصلحة، ولما في الجبال من المنافع سوى تسكين الأرض.
  وتدل على أنه تعالى أجرى الأنهار بعد خلق الأرض؛ خلاف ما قاله قوم أن الأنهار قبل الأرض.
  وتدل على أنه تعالى خلق جميع ما خلق لمنافع خلقه لأنه لا بد من [غرض]، فإذا لم تجز عليه المنافع والمضار علم أنه خلقه لمنافع غيره، ولهذا قال مشايخنا: إنه في ابتداء الخلق لا بد أن يخلق مع الجمادات حيوانًا ينتفع، وإلا كان عبثًا.
  وتدل على وجوب النظر.
  ويدل قوله: {يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ} الآية. على بطلان قول أصحاب الطبائع والمنجمين؛ لأن جميع ما يذكرونه من الأسباب متفقة، والثمرات والنبات مختلف في التفضيل وفي الطعم واللون والرائحة، عن أبي علي.
  قال أبو القاسم البلخي: وإنما اختلف ذلك لأجل العوارض.
  قال القاضي: أليس مع العوارض الطبائع ثابتة، وهذه الأحوال تختلف.
قوله تعالى: {وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ٥}
  · القراءة: اختلف القراء في قوله: «أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ» وأمثاله إذا كان على صورة الاستفهام في الأول والثاني، فمنهم من يجمع بين استفهامين في الحرفين،