قوله تعالى: {إن شر الدواب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون 55 الذين عاهدت منهم ثم ينقضون عهدهم في كل مرة وهم لا يتقون 56 فإما تثقفنهم في الحرب فشرد بهم من خلفهم لعلهم يذكرون 57 وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء إن الله لا يحب الخائنين 58}
  بالمسخ، كل ذلك جزاء على كفرهم، كذلك أهلكنا كفار قريش بالسيف يوم بدر جزاء على كفرهم «وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ» أتباعه «وَكُلٌّ كَانُوا ظَالِمِينَ» لأنفسهم بعصيان اللَّه -
  تعالى - حتى استحقوا العقوبة.
  · الأحكام: تدل الآية على أنه عذب مَنْ عصاه وأن العقوبة مستحقة، خلاف ما تقوله الْمُجْبِرَة.
  وتدل على أن من غيّر نعم اللَّه بالكفر والعصيان غيّر اللَّه نعمه عليه بالعقوبة له.
  وتدل على أن التكذيب والتغيير فِعْلُهم وليس خلق اللَّه، خلاف مذهب الجبر.
  وتدل على أنهم ظلموا أنفسهم وأن اللَّه لم يظلمهم، ولو كان الكفر خلقًا له، وخَلَقَهُمْ للنار، ومنعهم من الإيمان، ثم عاقبهم لم يكن في ذلك ذنب [لهم].
قوله تعالى: {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ٥٥ الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لَا يَتَّقُونَ ٥٦ فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ٥٧ وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ ٥٨}
  · القراءة: قراءة العامة «فَشَرِّدْ» بالدال غير معجمة، وعن ابن مسعود بالذال معجمة، فالأول بمعنى التطريد والتفريق، وبالذال معجمة التنكيل.