قوله تعالى: {زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب 14}
  · الأحكام: تدل الآية على معجزات نبينا ÷ من الوجوه التي ذكرنا؛ لأن الإمداد بالملائكة والتقليل في الأعين وتقوية القلوب مما لا يقدر عليه غيره تعالى، وكان فيه نقض للعادة.
  ومتى قيل: كيف يقلل في أعينهم؟
  قلنا: بأحد وجهين: إما بإمداد الملائكة أو بضرب من الحجاب المانع من الرؤية، ولا يمتنع أن يغير صورة الملائكة حتى رآهم المشركون كما نزل جبريل بصورة دحية الكلبي، ويحتمل أن يقال: «يُؤَيّدُ بِنَصرِهِ» يدل على أن الرؤية للمشركين؛ لأنه نَصَر المؤمنين بالملائكة.
قوله تعالى: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ ١٤}
  · اللغة: الزين: نقيض الشين، زانه يزينه زينًا. وزينه تزيينًا.
  والشهوة: توقان النفس إلى الشيء، اشتهى يشتهي اشتهاءً، والشهوة عرض يحل القلب، وهو فعل اللَّه تعالى لا يقدر عليها غيره، وضدها النفار.
  والقناطير أصله من القنطرة؛ وهو البناء المعقود للعبور، وقيل: أصله من الإحكام، قنطرت الشيء أحكمته، ثم يسمى المال الكثير قنطارًا؛ لأنه مال عظيم، والقنطرة الداهية، والمقنطرة المجعولة قنطارًا كقولهم: دراهم مدرهمة، أي مجعولة كذلك، ودنانير مُدَنَّرَة، ويؤكد ذلك توكيدًا، وواحد القناطير قنطار.
  والخيل الأفراس لاختيالها في مشيها، أخذ من الاختيال؛ وهو جمع لا واحد له من لفظه، واحده فرس كالقوم والرهط والنساء.