قوله تعالى: {قالت رسلهم أفي الله شك فاطر السماوات والأرض يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى قالوا إن أنتم إلا بشر مثلنا تريدون أن تصدونا عما كان يعبد آباؤنا فأتونا بسلطان مبين 10 قالت لهم رسلهم إن نحن إلا بشر مثلكم ولكن الله يمن على من يشاء من عباده وما كان لنا أن نأتيكم بسلطان إلا بإذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون 11 وما لنا ألا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا ولنصبرن على ما آذيتمونا وعلى الله فليتوكل المتوكلون 12}
قوله تعالى: {قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى قَالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ ١٠ قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطَانٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ١١ وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ ١٢}
  · اللغة: المن: أصله القطع، ومنه: {أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ} أي: غير مقطوع، ومنه: المنية لأنها قاطعة عن أمور الدنيا، ومنّ عليه أنعم عليه؛ لأنه نفعه بما قطعه عن البؤس. والسلطان: الحجة التي تتسلط على إبطال قول المخالف. والأذى: ضرر يجده صاحبه في حاله، آذاه يؤذيه أذى، وتأذّى به تأذيًا.
  · الإعراب: «أَفِي اللَّهِ شَكٌّ» استفهام والمراد الإنكار أي: لا شك فيه. و «فَاطِرِ» خفض؛ لأنه نعت لله، تقديره: أفي اللَّه فاطر السماوات شك.
  و (مِن) في قوله: «من ذنوبكم» قيل: للتبعيض، فذكر ذلك ليدل على الرغبة في غفران بعض الذنوب، فكيف غفران الجميع، وقيل: ذكر البعض وأراد الجميع توسعًا، وقيل: (مِن) زائدة، عن أبي عبيدة. وأنكر سيبويه زيادتها في الواجب الثاني لتكون المغفرة بدلاً من الذنوب، قال أبو القاسم: وقد تزيد العرب (من) كقوله {فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ}.
  وقوله: «لنصبرن» اللام للقسم تقديره: واللَّه لنصبرن.