التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون 41 قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل كان أكثرهم مشركين 42 فأقم وجهك للدين القيم من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله يومئذ يصدعون 43 من كفر فعليه كفره ومن عمل صالحا فلأنفسهم يمهدون 44 ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات من فضله إنه لا يحب الكافرين 45}

صفحة 5628 - الجزء 8

قوله تعالى: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ٤١ قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُشْرِكِينَ ٤٢ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ ٤٣ مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ ٤٤ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ ٤٥}

  · القراءة: قراءة العامة: {لِيُذِيقَهُمْ} بالياء، ترجع الكناية إلى اسم الله تعالى، وقد تقدم ذكره، وعن السلمي: «لنذيقهم» بالنون، وهو اختيار أبي حاتم.

  · اللغة: الظهور: خروج الشيء إلى حيث يقع عليه الإحساس، ثم هو على ثلاثة أضرب:

  ظهور للحس بإخراجه من «كِن»، وظهور بإخراجه من العدم، وظهور بالدليل.

  المَهْدُ: معروف، ومهدت الأمر: هَيَّأْتُ.

  والبحر: خلاف البَرّ، وأصله من السعة.

  والبَرُّ: الأرض القفر، وأصله من البِرِّ؛ لأنه يبرّ بصلاح المقام فيه، [ولأنه يبر بصلاحه في الغذاء].

  والصَّدع: الشق، وصدعته فانصدع، والصَّدع: النبات؛ لأنه يصدع الأرض، وتصدع القوم: تفرقوا، ومن ذلك: يَجْعَلُ المُصَدِّقُ الغنم صَدْعَيْنِ أي: فِرْقَيْنِ، قال الشاعر:

  وَكُنَّا كَنَدْمَانَيْ جَذِيمَةَ حِقْبَةً ... مِنَ الدَّهْرِ حَتَّى قِيلَ لَنْ يَتَصَدَّعَا

  أي: لن يتفرقا.