قوله تعالى: {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا 36}
  وبهذا استدل أمير المؤمنين # على الخوارج فيما فعل من تحكيم الحكمين، وقد قال مشايخنا: إن ما فعله # عين الصواب؛ لأنه لما رفع المصاحف وظهرت الفرقة في عسكره وخاف على نفسه جاز له التحكيم، بل وجب، ولهذا صالح رسول اللَّه ÷ يوم الحديبية، وعلى هذا يحمل صلح الحسن #، فإنه لما طعن واستأمن صاحب جيشه عبيد اللَّه بن عباس، وتفرقت الكلمة في عسكره رأى الصلاح في الصلح، فهذا كله باب واحد في مراعاة المصلحة.
  وتدل على أن كل من يريد الخير وينويه فاللَّه تعالى يوفقه للصواب والحق فلذلك قال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا}.
قوله تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا ٣٦}
  · القراءة: قراءة العامة: «إحسانا» نصبًا على معنى أحسنوا إليهم إحسانًا، وعن ابن أبي عبلة بالرفع على تقدير: واجب الإحسان إليهما.
  وقراءة العامة: «والجارِ ذي القربى» عطفًا على الكلام الأول عن ابن أبي عبلة، والجار وما يليه نصب على الإغراء.
  قراءة العامة: «الجُنُب» بضم الجيم والنون، وعن الأعمش: «الجَنْبِ» بفتح الجيم وسكون النون، وهما لغتان، يقال: رجل جُنُبٌ وجَنْبٌ وجانب وأجنبي إذا لم يكن قريبًا والجمع: أجانب.
  · اللغة: الجار أصله من العدول، جار أي عدل، وجاوره مجاورة وجوارًا، وسمي الجار