قوله تعالى: {وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون 30}
  لمنفعتهم، ثم صار حظا لكل واحد، وما تفرد به يحتاج إلى سبب ودليل، وقد قال قوم: جميع ذلك على الحظر، وقال بعضهم: على التوقف، والآية تدل على صحة ما قلنا.
  وتدل على أنه تعالى عالم بكل شيء، فيبطل قول هشام بن الحكم: إنه عالم بالكائنات بعلم محدث.
  قال الأصم: وتدل على البعث؛ لأن من قدر على خلق سبع سماوات من دخان قادر على البعث بعد الموت.
قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ٣٠}
  · القراءة: قراءة العامة «خَلِيفَةً» بالفاء، وعن بعضهم: (خليقة) بالقاف يعني خلقًا، وهذا وإن كان له معنى صحيح فلا يجوز القراءة به؛ لأنه لا تجوز القراءة، إلا بالمستفيض الظاهر على ما بينا.
  · اللغة: الملك: أصله من الرسالة، يقال: أَلِكْنِي إليه، أي أَرْسِلْنِي، والمأْلَكَةُ الرسالة، وكذلك الألُوك، وأصله الهمز؛ قال الشاعر:
  فَلَسْتُ لإنْسِيٍّ وَلَكِنْ لِمَلْأَكٍ ... تَنَزَّلَ مِنْ جَوِّ السَّمَاءِ يَصُوبُ
  ثم حذفت الهمزة طلبًا للخفة لكثرة استعماله، فصار «ملك»، وهو الرسول،