قوله تعالى: {ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده وأوفوا الكيل والميزان بالقسط لا نكلف نفسا إلا وسعها وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى وبعهد الله أوفوا ذلكم وصاكم به لعلكم تذكرون 152}
  القلوب والجوارح مأخوذ بها، وتدل على تحريم قتل النفس، إلا ما استثني، ولما كان الاستثناء مجملاً كان المستثنى منه أيضًا مجملاً فيحتاج إلى بيان، وقد بيّن رسول اللَّه ÷ بقوله: «كفر بعد إيمان، وزنا بعد إحصان، وقتل نفس بغير حق» ويدل قوله: «لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ» أنه أراد من الجميع أن يعقل خلاف قول الْمُجْبِرَةِ، وتدل أن هذه الأشياء فعلهم؛ لذلك تعلق به الأمر والنهي، والثواب والعقاب، فيبطل قولهم في المخلوق.
قوله تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ١٥٢}
  · القراءة: قرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم «تَذَكَّرُون» بالتخفيف، وقرأ الباقون «تَذَّكَّرون» بتشديد الذال كل القرآن، والمعنى واحد.
  · اللغة: الأَشدّ: قال علي بن عيسى جمع شدّ، كما أن الأصر جمع صر، والأشر جمع شر، وقيل: لا واحد لها، وقيل: الأشد واحد مثل: الأيك في قول بعض البصريين، والأشد قوة الشاب عند ارتفاعه، كما أن أشد النهار قوة الضياء عند ارتفاعه قال عنترة: رواه المفضل:
  عَهْدي به شَدّ النهار كأنما ... خُضِبَ البنَانُ ورأسه بالعِظْلِم
  وأصله من الشدة.