التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قال اخرج منها مذءوما مدحورا لمن تبعك منهم لأملأن جهنم منكم أجمعين 18 وياآدم اسكن أنت وزوجك الجنة فكلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين 19 فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما ووري عنهما من سوآتهما وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين 20 وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين 21}

صفحة 2517 - الجزء 4

  وتدل على شدة عداوته لبني آدم وحرصه على إضلالهم.

  وتدل على أن أكثر بني آدم غير شاكرين.

  وتدل على أن الضلال فعل إبليس.

قوله تعالى: {قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ ١٨ وَيَاآدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ١٩ فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ ٢٠ وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ ٢١}

  · القراءة: قراءة العامة: «مَلَكَيْنِ» بفتح اللام، وعن ابن عباس والضحاك «مَلِكَيْنِ» بكسر اللام اعتبارًا بقوله: {هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى ١٢٠}.

  · اللغة: الذَّأم والذَّيْمُ: أشد العيب بالهمز وترك الهمز، ويقال: ذَأمَهُ يَذْأَمُهُ ذَأْمًا، فهو مذموم، وذَامَهُ يَذِيمُهُ ذَيْمًا، فهو مَذِيم، وذمه يذمه ذمًا إذا عابه، فهو مذموم، وقال ابن عمرو: ذأمته: إذا حقرته وأبعدته، والذام: الطرد والإبعاد، والزجر الطرد والدفع على جهة الهوان والإذلال، زجره يزجره زجرًا وزجورًا. والوسوسة: الدعاء إلى أمرٍ بصوت خفي كالخشخشة، وسوس يوسوس وسوسة، قال رؤبة:

  وَسْوَسَ يَدْعُو مُخْلِصًا رَبَّ الفَلَقْ

  قال أبو مسلم: الوِسواس الإكثار من الكلام على غير نظام، [ومنه] قال للمختلط: موسوس.