التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ومنهم من يلمزك في الصدقات فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون 58 ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله إنا إلى الله راغبون 59 إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم 60}

صفحة 3156 - الجزء 4

  أَوْ مَغَارَاتٍ» قيل: غِيرَانًا في الجبال عن ابن عباس، والأصم، وأبي مسلم. وقيل: سراديب، عن عطاء. وقيل: موضعًا يعيشون فيه عن الأخفش. وقيل: موضع فرار «أَوْ مُدَّخَلًا» قيل: موضع دخول يأوون إليه عن الضحاك، وقيل: مُدَّخَلًا محرزًا عن مجاهد، وقيل: سربًا عن قتادة. وقيل: نفقًا كنفق اليربوع، عن ابن زيد، وقيل: وجهًا يدخلونه على خلاف رسول اللَّه ÷، عن الحسن. وقيل: قوما من أهل حربكم لا ينالهم منكم ما يخافون من القتل والأسر، عن الأصم. «لَوَلَّوْا إِلَيهِ» أي: لأدبروا إليه هربًا منكم، وقيل: لتحَصَّنُوا منكم وأظهروا خلافكم «وَهُمْ يَجْمَحُونَ» أي يسرعون لا يلتفتون إلى شيء ولا يردهم شيء من ذلك.

  · الأحكام: تدل الآية على قبح الحلف كاذبًا لذلك ذمهم عليه.

  وتدل على أن إظهار الإسلام لخوفٍ إذا لم يوافقه الاعتقاد لا يستحق عليه الثواب، ولا يزال به الكفر.

  وتدل على أن أولئك المنافقين لو وجدوا موضعًا حصينًا لعدلوا إليه، وإنما بقاؤهم ههنا لعدم الحيلة، وذلك بيان لعظيم نفاقهم.

قوله تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ ٥٨ وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ ٥٩ إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ٦٠}