التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم وهموا بما لم ينالوا وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله فإن يتوبوا يك خيرا لهم وإن يتولوا يعذبهم الله عذابا أليما في الدنيا والآخرة وما لهم في الأرض من ولي ولا نصير 74}

صفحة 3198 - الجزء 5

قوله تعالى: {يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْرًا لَهُمْ وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ٧٤}

  · اللغة: الهم: ما هممت به من الأمور، وهو مقاربة الفعل، وهَمَّ به همًّا، ومنه: {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ}.

  والنَيْلُ: ما لَحِقُهُ من معروف إنسان، يقال: نال ما اشتهى وتمنى؛ أي: أدركه.

  والنقمة: العقاب، ونقم الأمر، ونقم - بكسر القاف وفتحها -: أنكر. والنصير والناصر: المعين.

  · الإعراب: «إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ» ليس باستثناء حقيقي، واختلفوا في تقدير الكلام، قيل: إنهم عملوا بضد الواجب، فجعلوه موضع شكر النعمة أن [نقموه]، قال الشاعر:

  مَا نقِمُوا مِنْ بني أَميَّةَ إلَّا ... أنَّهُمْ يَحْلُمُونَ إن غَضِبوا

  وقيل: إنهم بطروا بالنعمة، فنقموا: بطروا وأشروا، وقيل: «إلا» [بمعنى] «لكن».