قوله تعالى: {في صحف مكرمة 13 مرفوعة مطهرة 14 بأيدي سفرة 15 كرام بررة 16 قتل الإنسان ما أكفره 17 من أي شيء خلقه 18 من نطفة خلقه فقدره 19 ثم السبيل يسره 20 ثم أماته فأقبره 21 ثم إذا شاء أنشره 22 كلا لما يقض ما أمره 23}
  ومنها: أن التذكر من العبادات؛ لذلك قال: {فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى} وقوله: {إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ}.
  ومنها: دلالة قوله: {فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ} على أنه قادر مخير، وأن الفعل فعلُه؛ لأن الآية تقتضي ذلك.
قوله تعالى: {فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ ١٣ مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ ١٤ بِأَيْدِي سَفَرَةٍ ١٥ كِرَامٍ بَرَرَةٍ ١٦ قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ ١٧ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ١٨ مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ ١٩ ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ ٢٠ ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ ٢١ ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ ٢٢ كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ ٢٣}
  · اللغة: الصحف: جمع صحيفة، والعرب تسمي كل مكتوب فيه: صحيفة، كما تسميه كتابًا، رَقًّا كان أو غيره.
  والسَّفَرَةُ: الكَتَبَةُ لأسفار الحكمة، واحدها: سافر، كقوله: كاتب وكتبة، وساحر وسحرة، وكافر وكفرة، وعامل وعَمَلَةٍ، وفاجر وفجرة. وقيل: السفير الرسول، وسفير القوم: الذي يسعى بينهم بالصلح.
  قال أبو مسلم: السافر حامل الكتاب، والجمع: سفرة، وسفرت بينهم:
  أصلحت، قال الشاعر:
  وَمَا أَدَعُ السِّفَارَةَ بَيْن قَوْمِي ... وَمَا أمشي بِغِشّ إِنْ مَشِيتُ
  وأصل الباب: الكشف عن الأمر، يقال: سفرت المرأة وجهها إذا كشفت، وأسفر الصبح: أضاء، فالكاتب يكشف عما في النفس، والأسفار: الكتب؛ لأنها تكشف عن المعنى، والواحد سِفْرٌ.
  والكرام: جمع كريم، وهو المحمود الخصال، ونقيضها: اللئيم.
  والبررة: جمع بار، وهذا من الألفاظ التي تجمع الفاعل على فعله، والبر: فعل