التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ولله ما في السماوات وما في الأرض ليجزي الذين أساءوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى 31 الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم إن ربك واسع المغفرة هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الأرض وإذ أنتم أجنة في بطون أمهاتكم فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى 32 أفرأيت الذي تولى 33 وأعطى قليلا وأكدى 34 أعنده علم الغيب فهو يرى 35}

صفحة 6653 - الجزء 9

  بخلق الله تعالى؛ ليصح الأمر والنهي، والذم والمدح، فيبطل قول الْمُجْبِرَةِ في المخلوق.

  وتدل أن قصر النفس على الدنيا مذموم، وأن الواجب الرغبة في الآخرة، وطلبها وما فيها من الثواب، فيبطل قول من يقول: لا يحسن أن يراد بالطاعة الثواب.

  وتدل أن من طلب الدنيا من وجهها من غير إخلال بالآخرة جاز، وإنما المذموم قصر النفس على لَذَّاتِ الدنيا.

  وتدل على أن الظن في أصول الدين خطأ.

  وتدل على أن المعارف مكتسبة.

قوله تعالى: {وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى ٣١ الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى ٣٢ أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى ٣٣ وَأَعْطَى قَلِيلًا وَأَكْدَى ٣٤ أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى ٣٥}

  · القراءة: قرأ حمزة والكسائي وخلف بن هشام: «كَبِيرَ الْإِثْمِ» بغير ألف، وكسر الباء على واحد، وقرأ الباقون: «كَبَائِرَ» بالألف والمد والهمز على الجمع.

  · اللغة: الكبير: خلاف الصغير، والكُبَّار بتشديد الباء وتخفيفها: الكبير، والكِبْرُ: معظم الأمر، ومنه الكِبَرُ: الهرم من ذلك، والكِبْرُ: العظمة، وكذلك الكبرياء، وأكبرت الشيء: استعظمته.