التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ويستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة وقد خلت من قبلهم المثلات وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم وإن ربك لشديد العقاب 6 ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه آية من ربه إنما أنت منذر ولكل قوم هاد 7}

صفحة 3747 - الجزء 5

  الإعادة، فعلى هذا يصح أن يعيد الأجزاء والحياة إلا أنهم اختلفوا فيما يجبب أن يعاد من الحي، فقال أبو القاسم: يعيد جميع أجزاء الشخص، وقال أبو هاشم: يعيد الأجزاء التي بها يبين من غيره ويعيد التأليف، ثم رجع وقال: يعيد الحياة مع البنية، وما عدا ذلك يجوز فيه التبادل.

  وتدل على أن إنكار البعث كفر، فيبطل قول من يقول: الكفر لا يكون إلا في أفعال القلب.

  وتدل على دوام عقاب الكفار، خلاف ما قاله جهم.

  وتدل على أن هذا القول والكفر حادث من جهتهم، فيبطل قول الْمُجْبِرَةِ في خلق الأفعال.

قوله تعالى: {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلَاتُ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ ٦ وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ٧}

  · القراءة: اتفق القراء على التنوين في قوله: «هَادٍ»، وحذف الياء في الوصل، واختلفوا في الوقف، قرأ ابن كثير ويعقوب بالوقف على الوصل، وقرأ الباقون بغير الياء، وهو رواية ابن فليح عن ابن كثير للتخفيف.

  · اللغة: الاستعجال: طلب التعجيل بالأمر، والتعجيل تقديم الأمر قبل وقته.

  والسيئة: خصلة تسوء النفس، ساءه يسوؤه، ونقيض السيئة الحسنة، وهي خصلة تسر النفس.