التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون 18 وما كان الناس إلا أمة واحدة فاختلفوا ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم فيما فيه يختلفون 19}

صفحة 3335 - الجزء 5

  وتدل على كون النبي ÷ فيهم قبل الوحي على ما هو عليه، ولا يمكنه أن يأتي بكلام مثل القرآن، فتدل على أنه ليس بكلامه، وأنه معجز، وقيل: إنه لبث قبل الوحي بمكة أربعين سنة، وبعد الوحي ثلاث عشرة سنة، ثم هاجر، ولبث في المدينة عشر سنين، وتوفي وهو ابن ثلاث وستين سنة.

  وتدل على جواز الحجاج في الدين؛ لذلك قال: قل لهم.

  وتدل على أن الكفر ظلم، وإن لم يكن إساءة إلى الغير.

  وتدل على أن المعارف مكتسبة، وإلا لما صح التكذيب، ونصب الآيات.

  وتدل على أن الافتراء والظلم فعلهم، وليس بخلق لله؛ لذلك ذمهم، وأوعدهم عليه.

قوله تعالى: {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ١٨ وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ١٩}

  · القراءة: قرأ حمزة والكسائي: «سبحانه وتعالى عما تشركون» بالتاء، ومثله في أول (النحل) موضعان، وفي (الروم) كلها بالتاء على الخطاب؛ لأن ما قبله خطاب، وهو قوله: «أتنبئون» وهو قراءة الأعمش ويحيى بن وثاب، وقرأ الباقون كل ذلك بالياء، واختاره أبو عبيد وأبو حاتم على الكناية لقوله: «يعبدون».