التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث فاتقوا الله ياأولي الألباب لعلكم تفلحون 100}

صفحة 2100 - الجزء 3

  أن ضرر العصيان يعود على فاعله فقال تعالى: «مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاَغُ» أي أداء الرسالة وبيان الشريعة، وقيل: ليس عليه إلا تبليغ ما تقدم من الوعد والوعيد بحسب الاستحقاق، وقيل: إنه إشارة إلى أنه أدى ما عليه، فإن لم يطيعوه عاد وبال فعلهم عليهم، لا عليه «وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ» تظهرون «وَمَا تَكْتُمُونَ» تخفون فيجازيكم على الجميع.

  · الأحكام: تدل الآية على الوعد والوعيد، وأن الثواب والعقاب يتعلقان بالطاعة والمعصية.

  وتدل على وجوب معرفة الثواب والعقاب لكونهما لطفًا في التكليف لذلك قال: «اعْلَمُوا».

  ويدل ذلك على أن العلوم مكتسبة لذلك صح الأمر بها.

  وتدل على أن الرسول متى بلغ فقد تكامل البيان، وعلق التحذير من مخالفته.

  وتدل على أنه لا إجبار في الدين.

  وتدل على بطلان مذهب أهل الجبر في المخلوق.

قوله تعالى: {قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ١٠٠}