التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وجاء المعذرون من الأعراب ليؤذن لهم وقعد الذين كذبوا الله ورسوله سيصيب الذين كفروا منهم عذاب أليم 90}

صفحة 3225 - الجزء 5

  · الأحكام: تدل الآية على أن للغنى مدخلاً في وجوب الجهاد.

  وتدل على أن هذه السورة منزلة أنزلها اللَّه تعالى لا كما يقوله من زعم أن تأليفها من جهة الصحابة.

  وتدل على أن الجهاد يتبع الإيمان.

  وتدل على أن الفوز يُنال بجميع ما تقدم.

  وتدل على أن الجهاد وتركه فِعْلُ العبد؛ لذلك يتعلق به الحمد والذم، فيبطل قول مخالفينا في المخلوق.

قوله تعالى: {وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ٩٠}

  · القراءة: قرأ ابن عباس وأبو عبد الرحمن السلمي والضحاك ويعقوب وقتيبة ومجاهد «الْمُعْذِرُونَ» بسكون العين مخففة يعني المجتهدين والمبالغين في العذر، وقرأ الباقون بالتشديد.

  قراءة العامة «كَذَبُوا» بالتخفيف، وعن الحسن بالتشديد.

  · اللغة: المعذِّر بالتشديد: المقصر يعتذر بغير عذر فيريك أنه معذور، ولا عذر له، عذر في الأمر تعذيرًا، والمُعْذِر بالتخفيف: المبالغ الذي له عذر، والمعتذر يقال