قوله تعالى: {وأنا منا الصالحون ومنا دون ذلك كنا طرائق قددا 11 وأنا ظننا أن لن نعجز الله في الأرض ولن نعجزه هربا 12 وأنا لما سمعنا الهدى آمنا به فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخسا ولا رهقا 13 وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا 14 وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا 15}
  ومنها: أنه كان مبعوثًا إليهم، فلا يجوز أن يسمعوا الرسالة إلا منه.
  ومنها: أنه معجزة له، ولطف لهم؛ [حيث] حثهم على التدبير والتفحص.
  ومتى قيل: إذا كان الشهاب قبل المبعث، كما في حال المبعث، فكيف صارت معجزة؟
  قلنا: كثرت في أيامه حتى دخلت في حد الإعجاز، وهذا كما نقول: المطر ليس بمعجز بجريان العادة به، فإذا كثر وزاد على المعنى المعتاد دخل في حد الإعجاز كالطوفان، فكما رُئيَ في أيام النبي ÷.
  ومتى قيل: كانت معجزة له ÷؟
  قلنا: نعم، كثرة الشهب ومنع الجن.
  ومتى قيل: فإذا علموا المنع والهلاك عند الاستراق، فكيف عادوا؟
  قلنا: لم يقع ذلك في كل مرة، وإنما في بعض الأحايين إذا صادف حديث الملَك، وإذا كان مرة هلاكًا، ومرة سلامة، جاز أن يتقحموا كرُكَّابِ السفينة.
  ومتى قيل: أكانوا يصعدون السماء أم يقفون في الهواء؟
  قلنا: كلا الوجهين جائز، وقد منعوا من الجميع.
  ويدل قوله: [فَزَادُوهُمْ رَهَقًا] على بطلان قول الْمُجْبِرَةِ: إن الله زادهم ذلك.
قوله تعالى: {وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا ١١ وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعْجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا ١٢ وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا ١٣ وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا ١٤ وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا ١٥}