قوله تعالى: {ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين 65}
  · اللغة: تولى: أعرض، والفضل: هو الزيادة من الإنعام والإحسان.
  والخسران: ذهاب رأس المال، خسر خسرانًا.
  · المعنى: ثم بَيَّنَ تعالى ما فعلوه بعد أخذ الميثاق فقال تعالى: «تَوَلَّيتُم» أي أعرضتم، قيل: عن أمر اللَّه وطاعته، وقيل: عن العمل بما في التوراة «مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ» قيل: من بعد أخذ الميثاق ورفع الجبل، عن أبي علي وغيره، وقيل: بعد ما أنعم اللَّه عليكم بالنعم التي عدها عليكم {فَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّه عَلَيكُمْ} بإمهاله إياكم للتوبة، وقيل: بأن هداكم للتوبة ووفقكم لها، وقيل: بقبول توبتكم، وقيل: بتأخير العذاب «لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ» أي الهالكين بما نالهم من العقاب، وفاتهم من الثواب.
  ومتى قيل: «فَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّه عَلَيكُمْ وَرَحْمَتُهُ» متى كان؟
  قلنا: بعد توليهم، وقيل: في حال رفع الطور، كلاهما عن أبي علي.
  · الأحكام: الآية تدل على أنهم ارتكبوا كبائر بعد رفع الطور، وأنه تعالى أمهلهم، وقبل توبتهم.
  وتدل على بقاء التكليف عليهم بعد رفع الجبل، فيبطل قول من يقول: إن رفع الجبل أوجب الإلجاء.
قوله تعالى: {وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ ٦٥}
  · اللغة: الاعتداء: تجاوز الحد.