التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا 140}

صفحة 1789 - الجزء 3

قوله تعالى: {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا ١٤٠}

  · القراءة: قرأ عاصم ويعقوب: «نَزَّلَ» بالفتح والتشديد، يعني اللَّه نزل. والباقون بالضم على ما لم يسم فاعله، وكلاهما حسن، والضم أوجه؛ لما في الفتح من التضمين، مع استئناف الآية.

  · اللغة: الهزؤ: السخرية، يقال: هزأ به واستهزأه.

  والخوض: الدخول في الشيء، خاض الماء وغيره خوضًا، وخضت أنا وأخضت فيه دابتي، وتخاوضوا الحديث، مثل تفاوضوا.

  · الإعراب: «أن إذا سمعتم» (أنْ) في موضع نصب ورفع؛ وذلك أنك إذا قرأت (نَزَّلَ) بالنصب نصبته، لأنك سميت الفاعل، وتقديره: اللَّه نزل أن. ومن قرأ (نُزِّلَ) بالرفع ف (أن) في موضع رفع.

  و (المنافقين والكافرين) جر على الإضافة، فإن نونت (جامعٌ) صار (الكافرون) في موضع نصب، كقولك: جامع الناس.

  · النزول: قيل: كان المنافقون يجلسون إلى أحبار اليهود فيسخرون من القرآن، ويحرفونه