التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وأما من آمن وعمل صالحا فله جزاء الحسنى وسنقول له من أمرنا يسرا 88 ثم أتبع سببا 89 حتى إذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا 90 [كذلك وقد أحطنا بما لديه خبرا 91 ثم أتبع سببا 92]}

صفحة 4484 - الجزء 6

  ويدل قوله: {تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ} أن العين بالصفتين إذ لا مانع منه.

  ويدل قوله: {إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ} على أن التكليف كان في ذلك الزمان التخيير في القتل والعفو في الكفار.

  وتدل على أن عذاب الدنيا لا يسقط عذاب الآخرة.

  وتدل على أنه طاف في الأرض للجهاد، ولذلك شدد في الدين.

قوله تعالى: {وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا ٨٨ ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا ٨٩ حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا ٩٠ كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا ٩١ ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا ٩٢}

  · القراءة: قرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم ويعقوب: (جَزَاءً الْحُسْنَى) بالنصب والتنوين، والباقون بالرفع والإضافة، والحسنى على هذه القراءة يحتمل أن تكون الطاعة و (جزاءٌ) رفع لأنه خبر الابتداء و (الحسنى) جر لأنه مضاف إليه كأنه يقول:

  جزاء الطاعة، إن حملنا على الجنة، وأضيف الجزاء إليها ولدار الآخرة، وعلى القراءة الأخرى: الحسنى الجنة، وتقديره: فله الحسنى جزاء نصب على المصدر.