قوله تعالى: {وجاءت سيارة فأرسلوا واردهم فأدلى دلوه قال يابشرى هذا غلام وأسروه بضاعة والله عليم بما يعملون 19 وشروه بثمن بخس دراهم معدودة وكانوا فيه من الزاهدين 20}
  «وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ» قيل: المعين لي وبه أستعين عليكم فيما تصفون من أمر يوسف، وقيل: المستعان على الصبر في ذلك، عن أبي علي، وأبي مسلم، وقيل: على احتمال الحزن لأجل ما تصفون.
  · الأحكام: تدل الآية على أن البكاء لا يدل على صدق دعوى الباكي.
  وتدل على جواز الاستباق؛ لأنه لم ينكر عليهم ذلك، وقد بَيَّنَّا.
  وتدل على علمه بكذبهم حيث قال: «سولت لكم أنفسكم».
  وتدل على وجوب الصبر عند الشدائد، ونزول المحن، والاستعانة بِاللَّهِ، وفيه تأديب لكل من نزل به محنة، وروي [أن أهل] الإفك لما كذبوا على عائشة بما ذكروا، قالت: (مثلي ومثلكم كمثل يعقوب وولده، قال: فصبر جميل واللَّه المستعان على ما تصفون)، فعند ذلك أنزل اللَّه تعالى براءتها.
قوله تعالى: {وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَابُشْرَى هَذَا غُلَامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ ١٩ وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ ٢٠}
  · القراءة: قرأ عاصم وحمزة والكسائي: «بُشْرَى» بغير ألف، وسكون الياء، وقرأ الباقون: «يا بُشْرَايَ» بالألف، وفتح الياء على الإضافة، بشر أصحابه بوجدان عبد، فأما الأول فقيل: نادى المستقي رجلاً من أصحابه يسمى: بشرى، كما يقال: يا زيد، عند السدي، وقيل: بشرى من البشارة، وبشرى وبشراي لغتان بمعنى.