التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {والذي نزل من السماء ماء بقدر فأنشرنا به بلدة ميتا كذلك تخرجون 11 والذي خلق الأزواج كلها وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون 12 لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين 13 وإنا إلى ربنا لمنقلبون 14 وجعلوا له من عباده جزءا إن الإنسان لكفور مبين 15}

صفحة 6283 - الجزء 9

  ويدل قوله: {وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ} أن القرآن مؤلف في اللوح، وأنه أنزله حالاً بعد حال، على حسب المصلحة.

  ويدل قوله: {وَكَمْ أَرْسَلْنَا} أن أكثر الأمم سلكوا مع أنبيائهم طريقة الاستهزاء والتكذيب، وفيه تسلية للنبي ÷، ووعيد للكفار.

  ويدل قوله: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ} أن القوم كانوا مُقِرِّين بالخالق، ثم عدَّ نعمه، وما يدل على توحيده؛ حثًّا على عبادته.

  ويدل قوله: {لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} أنه أراد من الجميع الاهتداء.

  ويدل أن الاهتداء فعلُهم، فيصح قولنا في المخلوق والإرادة.

قوله تعالى: {وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَنْشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ ١١ وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ ١٢ لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ ١٣ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ ١٤ وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ ١٥}

  · القراءة: قرأ أبو جعفر: «بَلْدَةً مَيِّتَةً» بالتشديد كل القرآن. قرأ نافع وحمزة والكسائي وحفص عن عاصم: {يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ}⁣[يونس: ٣١] وكذلك «إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ» ونظائرها مشددة في (آل عمران)، و (الأنعام) و (الأعراف)،