التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين 36 وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون 37 حتى إذا جاءنا قال ياليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين 38 ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون 39 أفأنت تسمع الصم أو تهدي العمي ومن كان في ضلال مبين 40}

صفحة 6304 - الجزء 9

  ومتى قيل: أليس أصحاب اللطف يزعمون ذلك؟

  قلنا: بَيَّنَّا بطلان قولهم أنه لو كان لطفًا لهم ولم يفعله لقبح منه، ولكان نقضًا للغرض، ولكان بمنزلة منع التمكين والآلات.

قوله تعالى: {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ٣٦ وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ ٣٧ حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَالَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ ٣٨ وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ ٣٩ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ٤٠}

  · القراءة: قراءة العامة: «يَعْشُ» بضم الشين، يعني يُعْرِضُ، وعن ابن عباس بفتح الشين، يعني يعمى، يقال: عَشِيَ يَعْشَى إذا عمي، ورجل أعشى، وامرأة عشواء.

  وقرأ عاصم في بعض الروايات: «يُقَيِّضْ» بالياء، وجع بالكناية إلى اسم الرحمن. الباقون بالنون.

  قرأ أبو جعفر ونافع وابن كثير، وابن عامر، وأبو بكر عن عاصم: «حَتَّى إِذَا جَاءَانَا» بالألف بعد الهمزة على الاثنين؛ يعني الكافر وقرينه، وقرأ الباقون: «جَاءَنَا» على واحد، يعني الكافر، واختاره أبو عبيد؛ لأن الكلام في ذكره.

  · اللغة: العشو: أصله النظر ببصر ضعيف، كذا قاله الخليل، يقال: عَشَى يَعْشُو عَشوًا: إذا