التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا 115 إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا 116}

صفحة 1744 - الجزء 3

  وتدل على أن الدعاء إلى الضلال يسمى إضلالاً.

  ويدل قوله: «وأنزل» على حدث القرآن لصحة إنزاله.

  وتدل على أن سنة النبي ÷ صادرة عن الوحي؛ لأنه المراد بالحكمة.

  ولا يدل قوله: «وعلمك» على قول أصحاب المعارف، ولأن المراد عَلَّمَك بالوحي ونصب الأدلة عليه.

  ويدل قوله: «لا خير ...» الآية. أن في نجواهم خيرًا وشرًّا.

  ويدل على أن الأمر بالخير حسن، وكذلك سائر أنواع البر.

  وتدل على أن الإصلاح بين الناس من باب البر والعبادة.

  وتدل على أن الثواب له منزلة لا نعمة أعظم منه؛ لذلك قال: «أَجْرًا عَظِيمًا».

قوله تعالى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ١١٥ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا ١١٦}

  · اللغة: الشقاق: خِلافٌ مع عداوة، وشق العصا: فارق الجماعة، والشق: النصف، وأصله الشق، وهو القطع طولاً، فسمي العداوة مشاقة؛ لأنه يصير في شق غير شقه من أجل العداوة له، والاشتقاق: قطع الفرع عن الأصل، ومنه المشقة، ويُقال: شق عليه مشقة؛ لأنه يؤلمه بمثل قطع عضو منه.

  نولِّه من ولي الشيء إذا قرب منه، والولْي: القُرْب، يقال: تباعد بَعْدَ وَلْيٍ،