قوله تعالى: {تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون 16 فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون 17 أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون 18 أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى نزلا بما كانوا يعملون 19 وأما الذين فسقوا فمأواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون 20}
  · الأحكام: الآية تدل على سؤال الرجعة، وأنهم لا يجابون إليها.
  وتدل أن النجاة والفوز يحصل بالأعمال الصالحة لذلك سألوا الرجعة ليعملوا الصالحات، فيبطل قول المرجئة، ويبطل قول من يقول: الثواب تَفَضُّلٌ.
  وتدل على أن أفعالهم حادثة من جهتهم، وما خلق الله تعالى كفرهم، وإلا لم يكن لسؤال الرجعة معنى، فيبطل قول الْمُجْبِرَةِ في المخلوق والاستطاعة.
  ويدل قوله: {وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ} أن الخلف في وعيده لا يجوز، بخلاف قول جماعة من المرجئة.
  وتدل على أن أهل النار من الجن والإنس.
  وتدل على أنه ليس في الملائكة من يستحق العذاب.
قوله تعالى: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ١٦ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ١٧ أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ ١٨ أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ١٩ وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ ٢٠}
  · القراءة: قرأ حمزة ويعقوب: «أُخْفِيْ» بسكون الياء على معنى: أنا أخفي، واحتجا بقراءة ابن مسعود (نخفي) بالنون، وقرأ الباقون: «أُخْفِيَ» بفتح الياء على ما لم يسم فاعله، وعن محمد بن كعب: «أَخْفَى» بفتح الألف على إضافة الفعل إلى الله تعالى.
  قراءة العامة: {قُرَّةِ أَعْيُنٍ} عَلَى توحيد (قرة)، وعن أبي هريرة: (قُرَّاتِ أعين).