قوله تعالى: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم 31 قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين 32}
  عظيم، وأن المعاصي من باب السوء وإن كانت لذة عاجلة؛ حيث كانت تؤدي إلى مضار عظيمة.
  وتدل على أن إخباره بذلك لطف للمكلفين؛ لذلك قال: «وَيُحَذِّرُكُمُ» وهو «رَؤُوفٌ» فجمع بين التخويف من عقابه ووصف نفسه بالرأفة واللطف، وتدل على فساد الجبر؛ لأن الأفعال لو كانت خلقًا له لما أضافها إليهم، ولكان لا يصح تمنيهم ألا يفعلوها.
  ومتى قيل: لم كرر «وَيُحَذّرُكُمُ اللَّه نَفْسَهُ»؟
  قلنا: تأكيدًا وإبلاغًا في الإنذار، وقيل: الأول: تحذير للمنافقين من موالاة الكفار، والثاني تحذير للجميع بيوم القيامة.
قوله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ٣١ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ ٣٢}
  · اللغة: المحبة والإرادة والمودة نظائر، وحب اللَّه للعبد إرادة ثوابه وتعظيمه، وحب العبد لله إرادة طاعته وعبادته وتعظيمه. والطاعة فعل ما أراده المطاع عن القاضي.
  والتولي: الإعراض.
  · الإعراب: أثبت الياء في (اتبعوني)، وحذفها من (فأطيعون)؛ لأنه رأس آية ينوي بها الوقوف، فتحذف كما تحذف الحركة في الوقف، وهي أحق بالحذف في رأس الآية؛ لتشاكل رؤوس الآي في الحذف.