قوله تعالى: {سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين 146 والذين كذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة حبطت أعمالهم هل يجزون إلا ما كانوا يعملون 147}
  عن أبي مسلم. وقيل: دار فرعون وقومه بمصر، عن عطية العوفي. وقيل: مصارع الفاسقين، عن السدي. وقيل: ديار عاد وثمود، عن الكلبي. وقيل: ما يصير قرارهم، ويحتمل عذاب الدنيا والآخرة، عن الأصم. وقيل: سير الأولين، عن ابن زيد.
  · الأحكام: تدل الآية على حدوث كلامه؛ لأن قوله: «اصطفيتك» أي: خصصتك به، ولو كان قديمًا لكان موسى وغيره سواء، ولما صح الاختصاص.
  ويدل قوله: «وكتبنا» أنه أعطاه التوراة مكتوبة في الألواح عند الميقات؛ لتكون محروسة، وليبلغه الحاضرون إلى الباقين ليقع لهم العمل ضرورة.
  وتدل على أن في التوراة الشرائع وجميع ما يحتاج إليه.
  ويدل قوله: «بقوة» أن العبد قادر على الفعل قبل الفعل، وأنه يفعل بقدرة.
  وتدل على أن فيه أحسن، وقد بينا ما قيل فيه.
  ويدل قوله «دار الفاسقين» أن الفاسق ليس بمؤمن؛ لأن جهنم ليست بدار للمؤمنين.
  وتدل على تمييز الفاسق من المؤمن، فيدل على صحة قولنا في المنزلة بين المنزلتين.
  وتدل على أن دار الفاسقين جهنم، فيبطل ما تقوله المرجئة.
قوله تعالى: {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ ١٤٦ وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ١٤٧}