التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {هل أنبئكم على من تنزل الشياطين 221 تنزل على كل أفاك أثيم 222 يلقون السمع وأكثرهم كاذبون 223 والشعراء يتبعهم الغاوون 224 ألم تر أنهم في كل واد يهيمون 225 وأنهم يقولون ما لا يفعلون 226 إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون 227}

صفحة 5396 - الجزء 7

  عن ابن عباس. «إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ» قيل: السميع بقراءتك في صلاتك، العليم بما في قلبك، وقيل: العليم بعملك، وقيل: السميع العليم بكل مسموع ومعلوم، فهو عام.

  · الأحكام: تدل الآية على وجوب الإخلاص في العبادة.

  وتدل أن الواجب على المرء أن يبدأ بنفسه وبعشيرته، ثم بالأبعدين في الدعاء إلى الدِّين.

  وتدل على وجوب البراءة من العصاة وإن كان قريباً.

  وتدل على وجوب تفويض الأمر إليه تعالى.

  ويدل قوله: {يَرَاكَ} أنه يرى الأشياء، وقوله: {السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} على أنه يسمع؛ إذ لو كان السميع معناه العالم لكان تكرارًا، وذلك يبطل قول البغدادية.

  وتدل على أن العصيان فعلُهم، وكذلك التقلب والسجود والقيام، فيبطل قولهم في المخلوق.

قوله تعالى: {هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ ٢٢١ تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ ٢٢٢ يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ ٢٢٣ وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ ٢٢٤ أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ ٢٢٥ وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ ٢٢٦ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ٢٢٧}

  · القراءة: قرأ نافع: «وَالشُّعَرَاءُ يَتْبَعُهُمُ» ساكنة التاء مفتوحة الباء، وقرأ الباقون مشددة التاء مكسورة الباء، فمعنى أتْبَعه: لحقه، ومعنى اتّبعه بالتشديد أي اقتدى به.