التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيم 102 خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم والله سميع عليم 103 ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات وأن الله هو التواب الرحيم 104}

صفحة 3247 - الجزء 5

  الأولى: ضرب الملائكة وجوههم وأدبارهم، والثانية: عذاب القبر، عن بعض المفسرين. وقيل: الأولى: بالسيف يوم بدر، والثانية: عند الموت، عن مقاتل. وقيل: مرة في القبر، ومرة في النار، عن الضحاك. وقيل: مرة بإحراق مسجدهم مسجد الضرار، ومرة بإحراقهم بنار جهنم، وقيل: مرة بطاعتهم لك كرهًا، وإنفاق مالهم، وهم لكم أعداء، ومرة بقتل أوليائهم في طاعتك، عن الأصم. وقيل: مرتين متتابعتين «ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ»، وهو عذاب النار دائمًا.

  · الأحكام: تدل الآية على أنه كان فيهم منافقون، لا يعلمهم أحد إلا اللَّه.

  وتدل على أن الرسول لا يعلم الغيب.

  وتدل على أن العذاب يصل إلى أهله ثلاث دفعات: في الدنيا، وفي القبر، وفي يوم القيامة، فمن هذا الوجه تدل على إثبات عذاب القبر على ما نقوله.

  وتدل على أن النفاق فعلهم؛ لذلك استحقوا العقاب، فيبطل قول مخالفينا في المخلوق.

قوله تعالى: {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ١٠٢ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ١٠٣ أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ١٠٤}