التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {أن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا وإن كنا عن دراستهم لغافلين 156 أو تقولوا لو أنا أنزل علينا الكتاب لكنا أهدى منهم فقد جاءكم بينة من ربكم وهدى ورحمة فمن أظلم ممن كذب بآيات الله وصدف عنها سنجزي الذين يصدفون عن آياتنا سوء العذاب بما كانوا يصدفون 157}

صفحة 2474 - الجزء 4

  التوراة على موسى، فتدل على حدث القرآن لصحة الإنزال عليهما، وتدل على أن الكتابين منزلان، خلاف ما يقوله الباطنية.

  ومتى قيل: ما المراد بنزوله؟

  قلنا: إنه كتب في اللوح المحفوظ، ثم أنزله جبريل حالاً بعد حال على قدر الحاجة بأمر الله.

  وتدل على وجوب اتباع القرآن، واتباعه بالعلم والعمل دل أنه حجة، وتدل على أن الإيمان والاتباع فِعْلُ العبدِ؛ لذلك أمرهم به، خلاف قولهم في المخلوق.

قوله تعالى: {أَنْ تَقُولُوا إِنَّمَا أُنْزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنَا وَإِنْ كُنَّا عَنْ دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ ١٥٦ أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ ١٥٧}

  · القراءة: أجمع القراء على التاء في قوله: «أَنْ تَقُولُوا» على الخطاب «أَوْ تَقُولُوا» وقرأ الأعمش وابن محيصن بالياء فيهما على الحكاية.

  · اللغة: الطائفة: القطعة من كل شيء، والطائفة: الجماعة. وصدف عن الشيء: أعرض عنه، وامرأة صدوفٌ: يصدف عنها زوجها.

  · الإعراب: يقال: ما موضع «أَنْ تَقُولُوا» من الإعراب؟ وما العامل فيه؟