قوله تعالى: {كلا والقمر 32 والليل إذ أدبر 33 والصبح إذا أسفر 34 إنها لإحدى الكبر 35 نذيرا للبشر 36 لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر 37 كل نفس بما كسبت رهينة 38 إلا أصحاب اليمين 39 في جنات يتساءلون 40 عن المجرمين 41 ما سلككم في سقر 42 قالوا لم نك من المصلين 43 ولم نك نطعم المسكين 44 وكنا نخوض مع الخائضين 45 وكنا نكذب بيوم الدين 46 حتى أتانا اليقين 47 فما تنفعهم شفاعة الشافعين 48}
  ليذكروا، عن أبي علي، وقيل: ما هي الآيات والمواعظ، وقيل: الجنود والعذاب، وقيل: الملائكة «إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ» أي: عظة يذكرون بها، وقيل: ذكره زجرًا لهم عن المعصية.
  · الأحكام: يدل قوله: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ} على عظيم ما فيها من العذاب.
  ويدل قوله: {عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ} على أشياء:
  منها: عظيم قوتهم، ولا مطعن للملحدة في ذلك؛ لأن من أقر بالصانع، وأقر أنه الخالق القوي، فإذا قوى واحد ليقوم بأعداد لم نستبعده، وقد أعطى الله تعالى جبريل من القوة ما اقتلع مدن قوم لوط.
  ومنها: تتضمن معجزة للنبي ÷؛ لأنه أخبر عن عددهم، وذكر أن ذلك مذكور في كتبهم، ثم لم يكذبه منهم أحد مع أنه لم يكن قرأ كتابًا، فعلم أنه علم ذلك بالوحي.
  ويدل قوله: «وَمَا هِيَ» أن جميع ما تقدم عبرة للخلق ليتعظوا، والأقرب أن المراد ب «هِيَ» الملائكة؛ لأنهم في قوتهم عبرة للخلق، وكل ذلك زجر وترهيب عن المعاصي.
قوله تعالى: {كَلَّا وَالْقَمَرِ ٣٢ وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ ٣٣ وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ ٣٤ إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ ٣٥ نَذِيرًا لِلْبَشَرِ ٣٦ لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ ٣٧ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ ٣٨ إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ ٣٩ فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ ٤٠ عَنِ الْمُجْرِمِينَ ٤١ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ ٤٢ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ٤٣ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ ٤٤ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ ٤٥ وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ ٤٦ حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ ٤٧ فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ ٤٨}