التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين 89}

صفحة 483 - الجزء 1

  ويدل قوله: «بِكُفْرِهِمْ» على أن العقاب يستحق بالعمل، وفي الآية زجر عن سلوك طريقتهم في القول في الجبر.

قوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ ٨٩}

  · القراءة: قراءة العامة «مصدق» بالرفع على أنه نعت للكتاب، وعن إبراهيم عن أبي العالية «مصدقا» بالنصب على الحال.

  · اللغة: الكتاب: الذي يكتب، وهو بمعنى المكتوب.

  والاستفتاح: طلب الفتح، وهو طلب النصر {إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ} والفتح: النصر، والفتح فتح الشيء، وفتحت عليه بينته له، وأصل الفتح ضد الإغلاق.

  · الإعراب: كان فعل يرفع الاسم وينصب الخبر.

  ويقال: ما الفرق بين «كان» وبين الفعل الحقيقي؟

  قلنا: الفعل الحقيقي يدل على وجود معنى مصدره في الزمان بعد أن لم يكن في ماض أو حاضر، أو مستقبل، و (كان) يدل على الزمان الماضي والحاضر والمستقبل في تصريفه فقط، من غير دلالة على وجود معنى مصدره في الزمان بعد أن لم يكن.